الجمعة

أدب التكنية عن اللفظة المستقبحه



إكمالا لمحور الموضوع السابق عن المستقبحات من التصرفات ..
سأتكلم في هذا الموضوع عن أدب قرآني جم يحسن بنا أن نطبقه في واقعنا فالوحي الإلهي نزل إلينا
ليعلمنا ويهذب نفوسنا من شعث الجاهلية وهمجيتها.
هذا الأدب هو التلميح الموحي إلى ما من شأن التصريح به أن يجرح الحياء..ويخرِّش الآذان من الألفاظ المستقبحه والتي تنفرمنها النفس السوية السليمة الراقيه المفطورة على الطهر والنقاء والأدب والحياء.
والمتأمل للتكنية اللطيفه في الآية (189) من سورة الأعراف ***
أو
الآيات التي تحث المسلم على التطهرعند القيام إلى الصلاة الواردة في سورة المائدة نجد أن الله عزوجل لم يُفصل النواقض التي توجب التطهر منها ولم يأتي بلفظها الصريح الذي يتجرأ عليها العوام الذين لم تتهذب اخلاقهم حتى بالتعليم العالي و يستحسنون نطقها!!
ونظرا لأني استقبح كتابتها فسأرمز لهما بأول حرفين لهما (ش) و(خ) وأنتم تعلمون اللفظتين .
فنرى الكلمة في القرآن الكريم تكنية عن الموضع الذي يخرج منه فضلات الجسم ،فمعنى كلمة الغائط هو المكان العميق وهناك معنى آخر وهو مكان تجمع القذارات..وكلاهما يدل عليها
وأيضا كلمة بول مأخوذة من كلمة بال: ومعناها سال في المكان >> من السيولة(
زيادة توضيح)

عن نفسي أعاني ممن حولي من الأهل والأقارب وبذلت جهدي لتحسين ألفاظهم لكن لا جدوى !
كلما كلمتهم أجابوني بـ :الله يهدينا.

طيب ..طيب ..صحيح الله يهدينا لكن الهداية لا تأتي بدون مجاهدة في نيلها ألم يقل ربّنا(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) )
العجيب أنهم يستقبحون أن يلفظها أطفالهم الصغار ويعلمونهم كلمة بديلة عن اللفظة المستهجنة فيقولون لهم (عملت كَـكّة أو سوّيت أعَّا أو بُلت).
يعني مليحة عليكم وقبيحة على أطفالكم نطقها! عجبا عجبا!!!!!!!!
إحدى الأمهات نصحتها أن تستبدل هذا الألفاظ وقلت لها ماذكرته لكم في الأعلى ففاجأتني بإجابتها ..
قالت لي: هادا ربنا..
نعم؟ هادا ربنا!


ملاحظين الكلمة ياجماعة الخير
كأنها تتحدث عن ولد الجيران بدون إي احترام لعظمة الله .

صحيح هذا ربنا >>>آمنا بربنا
لكنه أنزل القرآن علينا لنتخذه منهاجا لنا في حياتنا وتعاملاتنا لا لنمرر عليه أعيننا في ختمة واحده في رمضان .
صدق الله ومن أصدق من الله قيلا (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24))

عجبي الذي لا ينقضي بأنها لا تقبل لأطفالها نطق هذه الألفاظ وتستقبحها..وللأسف أنها جامعيه
وليست أميّه !

لا نقول سوى :

حسّن يارب لنا الخلقا.. طهره فلا يحوى نزقا
وإجعله يقلد فى صبر.. للهادى فى حسن الخلقا
حسن يا رب لنا الخلقا.. فالعبد بإخلاق سبقا
فى جنة خلد مقعده.. فى قربك أحمد ملتحقا



*** لمعرفة التكنية اللطيفة والصورة البليغه في هذه الآيه ارجوا الإطلاع على تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب تفسير ابن كثير للصابوني
دفق حبري


abuiyad

هناك تعليقان (2):

Ahmed يقول...

سلام عليكم

تعجبني كثيراً كلامك عن واقع بسيط .. اثر في المعنى البعيد .. فلا اتصور ان تستباح هذه الكلمات لتقال في محاضرات علمية .. او حتى في مكان عام .. ولكن برأيي طبيعة البشر .. تتبع دائما عكس ما يطلب منه تماماً .. يعني .. لا تقل "..." العقل الباطني لهذا الشيء سيفعل العكس باعتقادي رغما حتى عنه

لذا .. التغذية تكون للاوعي .. يعني

اذكر ان اخي الصغير كان يبصق على الارض .. كعادة اخذها من المدرسة .. وقد ضرب كثيرا على فمه دون جدى .. بل يتحرى المواضع التي يغفل الكل عنه ويفعلها .. ولكن بطريقة سلسة كانت خالتي تقول .. كلما رأته .. البصق في الطريق اثم وكفارتها مسحها .. ليس امراً ولكنها معلومة ..

وإلى الان لم اره يفعلها قط

لذا من رأيي من نطق بالكلمة قولي ما الكلة التي من المفروض ان تقال بدون شرح .. كمثال كلما تسمعي "خ" ابتسمي وقولي "___"

هلا جربتي .. لاني انوي ان اجرب هذا الشي ايضاً ..

تحياتي

オラアルス يقول...

"سلام عليكم"
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــ
"تعجبني كثيراً كلامك عن واقع بسيط .. اثر في المعنى البعيد .."
ويعجبني جدا تعقيبك المميز الذي يدل على شخص مميز في فهمه ووعيه لمايقرأ .
ـــــــــــــــــــــــــــ
"فلا اتصور ان تستباح هذه الكلمات لتقال في محاضرات علمية .. او حتى في مكان عام .."
للأسف قد سمعتها في محاضرتين وأصابني إشمئزاز شديد لأن الأولى بأي داعية ألا يتلفظ بها وأن يترفع عن نطقها فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ينطق بهذه الكلمات أبدا فخلقه القرآن بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام فلم يكن فاحشا ولامتفحشا ولابذيئا.
ــــــــــــــــــــــــــ
"ولكن برأيي طبيعة البشر .. تتبع دائما عكس ما يطلب منه تماماً .. يعني .. لا تقل "..." العقل الباطني لهذا الشيء سيفعل العكس باعتقادي رغما حتى عنه

لذا .. التغذية تكون للاوعي .."
صدقت ولكن ليس كل البشر
هناك صنف من البشر جُبلوا على حب الإستفزاز والمعاندة وهؤلاء من الصعب تهذيب نفوسهم.
وإلا فالإنسان الذي يسعى للخير وينشدالرقي الاخلاقي يستجيب بسرعه ويقول سمعنا وأطعنا وأكبر مثال على ذلك الصحابة رضوان الله عليهم الذين تركوا كثيرامن أمور الجاهلية وجاهدوا أنفسهم للسمو بها فسادوا الدنيا وتغلبوا على أعدائهم لمّا تغلبوا على أهوائهم ومعتقداتهم الجاهلية الفاسدة.
ــــــــــــــــــــــ
"اذكر ان اخي الصغير كان يبصق على الارض .. كعادة اخذها من المدرسة .. وقد ضرب كثيرا على فمه دون جدى .. بل يتحرى المواضع التي يغفل الكل عنه ويفعلها .. ولكن بطريقة سلسة كانت خالتي تقول .. كلما رأته .. البصق في الطريق اثم وكفارتها مسحها .. ليس امراً ولكنها معلومة ..وإلى الان لم اره يفعلها قط"
تصرفكم جدا خاطئ مع أخيكم الصغير
لأن الصغار عندما نضربهم على تصرف ما بدون أن نوضح لهم فداحة هذا الخطأ يعتبرونه ضربا بغير وجه حق لذا تجدهم يعاندون لأنهم يشعرون أنهم ضربوا بدون سبب ..ومافعلته خالتك حفظها الله هو عين الصواب.
عندما تريد أن توجه طفلا لسلوك ما فلا تأمره بشكل مباشر للإستجابة لطلبك بل
قل له: الطفل المسلم أو الطفل المؤدب عندما يريد أن يبصق يأخذ ورقة كلينكس ويضعها على فمه ويبصق ما في فمه بها.>>>>>>طبعا علينا نخاطب الطفل باللهجة التي يفهمها.
ــــــــــــــــــــــــ


"لذا من رأيي من نطق بالكلمة قولي ما الكلة التي من المفروض ان تقال بدون شرح .. كمثال كلما تسمعي "خ" ابتسمي وقولي "___"

هلا جربتي .. لاني انوي ان اجرب هذا الشي ايضاً .."
جربتها اخي الكريم ولافائدة وكان في بداية الأمر لابد من الشرح لأعلمهم بأن هذا هدياإسلاميا و نبوياً لكيلا يحسبون أني اتفلسف عليهم لكنهم
(دان من طين ودان من عجين)
هذا حالهم للأسف ..ونسأل الله أن يصلح أخلاقنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
"تحياتي"
حيّاك الله بما هو أهله وجزاك الله خيرا على المتابعه الدائمة لمدونتي.