تكريش الخدود

زعم صاحب المُنجِد في اللغة والأعلام بأن تعريف
 الكَرِش والكِرْش :هي لذي الخُفِّ والظلف وكل مجترّ بمنزلة  المعدة للإنسان
ونحن بالعامي نعرِّف الكرش بأنه:اللحم المتدلي والمتكور في منطقة المعدة وماجاورها، والتي تشبه
بطن الحامل في شهرها التاسع وربما غلب وأصبح كأنه في الشهر الثاني عشر:)
(يعني طلعنا فاهمين الكرشة  غلط؟لااااا؛باطل مين قال هالحكي!فهمانين صح)
والدليل بأن صاحب المُنجِد قد قال أنّ الأكرش من الرجال:هو العظيم البطن.
المهم كنت أظن بأن موقع الكرش يكون في حيّ المعدة كما يقولون،وإذ بي أرى خلاف ذلك!
 وأنه يتجاوزه  ليتسلل إلى حي الرأس ويتمركز في حيّ الخدين التي تتدلى وتتدلى حتى تصبح الرقبة في خبر(توارت بالحجاب)
وبهذا أضيف لتعريف الأكرش:هو أيضاًعظيم الخدين من الرجال والنساء والأطفال.
   ولا أدري كيف غفل علماء الطب عن إشراك الخدود مع المعدة في خاصية التمدد اللامتناهي التي أخبرونا بها .>>الله يسامحهم بس
وطبعا لتكريش الخدود مواسم؛ وأزهى مواسمه شهر رمضان المبارك، والذي من المفترض بألّاتزدهر فيه
عملية تكريش الخدود؛ فالصيام جُنَّة كما أخبرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
لكن من لم يفقهوا معنى الصيام حوَّلوه من جُنَّة إلى جناية على الصحة وقلبوا ميزان (صوموا تصحوا)إلى صوموا تُتْخموا!
وبسبب التخمة نفقد صحة الأرواح لا الجسد فحسب،لأني  أرى بأن الصيام  صحة للروح أيضا.
لكن هناك أناس يصرون على فقدان حلاوة العبادة  وصحة الروح في الشهر الكريم؛ بسبب امتلاء البطن
 بأرطال الطعام والشراب،فما أن تُمدّ السفرة العامرة تنكس الرؤوس وكأنهم يستحون من رفعها
 وتتوغل الأصابع بين الأطباق وتزدحم الحواس فاليد تتناول حبة سمبوسك والعين على صحن ورق العنب 
إلى الكبة وصولاً لزبدية الحساء!
ويد أخرى  قد تسللت خلسة إلى زر البنطال لفتحه وعمل التوسعه اللازمة تمهيدا لاكتساح أعمق وأكبر
 (مرة انتبهت لقريب لي انزل يده لأسفل الطاولة ثم اخرج القميص للخارج يعني خرّب برستيج الأناقة، فضكت وكدت أعلق عليه لولا أنه قال لي:اسكتي من غير فضايح واستري ماواجهتي لوووووووووول)
، ويستمر الأكل و(دحش الكرش)بمالذ وطاب من أطايب رمضان إلى أن تنترس وينكبس على النفس
 وترجع الظهور القهقرى إلى أقرب وسادة للإنبطاح عليها وهم يقولون:
آاااااااااه يانَفَسي؛ يابترفعوني ...يابترفعوا الأكل!!
لعله وجب أن يزيدوا أئمة المساجد في قنوت الوتر هذا الدعاء:
اللهم يافاطر الأرض والسماء...سهِّل وصول الطعام من المعدة إلى الأمعاء.
اللهم إن بطوننا قد امتلأت، ولاقِبَل لها بما أفواهنا بلعت
فيا عظيم القدرة وياسابغ النعمه إعنّا على التخمه 
وأعذنا من الشره والبِطنة.
لعلي سأقترحها على قراءنا في رمضان العام المقبل;)
بلغنا الله وإياكم لياليه المباركة وختم الله لنا ولكم العام1431هـ بخواتيم القبول والعفو والزيادة في الإحسان
ولاتنسوا صيام شهر الله المحرم فهو خير الصيام بعد شهر رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم:
(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...) 

abuiyad