الأربعاء

لآتين للقرآن ولوحبوا~


خاصة الله من عباده وأشراف أمة محمد صلى الله عليه وسلم،،لله أهلين وهم أهله نعم أهل القرآن هم أهل الله وخاصته يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(إنّ لله تعالى أهلينَ من الناس:أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) رواه أحمدوالنسائي وابن ماجه والحاكم عن أنس رضي الله عنه،،
ويقول عليه الصلاة والسلام:(أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل) رواه الطبراني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما
فهنيئا لأهل القرآن ويا بُشراهم يا بُشراهم حين يُبَشّرهم الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يُوحى فيقول بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام:
(من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار ويحل حلاله ويحرم حرامه،خلطه الله بلحمه ودمه،وجعله الله رفيق السفرة الكرام البررة وإذا كان يوم القيامة،كان القرآن له حجيجا فقال:يارب كل عامل يعمل في الدنيا يأخذ بعمله من الدنيا،إلا فلان كان يقوم فيّ آناء الليل وأطراف النهار فيحل حلالي ويحرم حرامي) يقول: يارب فأعطه!)فيتوجه الله تاج الملوك،ويكسوه من حلة الكرامة،ثم يقول :(هل رضيت؟) فيقول:يارب أرغب له في أفضل من هذا!،فيعطيه الله الملك بيمينه،والخلدبشماله،ثم يقول:هل رضيت؟ ،فيقول:نعم يارب)
لكن كيف تكون العزيمة بالأخذ بكتاب الله علما وعملا؟لا بد من همة عالية ونفوس قوية فليس لأصحاب الهمم المتراخية نصيب فالله عزّوجل يُخاطب كليمه موسى عليه السلام ويقول(فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوابأحسنها) {الأعراف:145}
ويقول لسميّه يحي عليه السلام (ييحي خذ الكتاب بقوة) {مريم:12}
وإليكم هذه القصة والتي هي بحق نموذج مشرق لمن سمت همتهم وعلت في تعلم كتاب الله وقد حدثتني بالقصة شيختي التي شحذت همتي لحفظ كتاب الله تقول الشيخة:كانت إحدى طالباتها الحافظات مصابة بسرطان خبيث انتشر في جسمها وكانت في المراحل الأخيرة من المرض _عافانا الله واياكم_ ويوم تحديد موعد الإمتحان للطالبات ،،أتت اختنا في الله لتمتحن ولكن كيف أتت!!!
لقد أتت وأهلها يحملونها على أكفِّهم فالمرض قد اشتد عليها وبلغ الوهن في جسدها مبلغه،وعندما رأتها الشيخة قالت لها وهي مفزوعة:يا فلانة لِما لم تتصلي بي حتى آتيك لمنزلك واختبرك وأنت مرتاحة ،،لما تُكلفين نفسك وأهلك مشقة المجيئ ؟فأجابتها إجابة من امتلئ قلبها حبا وإجلالا لكتاب الله
فقالت :أنا آتي للقرآن ،،أنا آتيه ولو حبوا.اختبرتها الشيخة ولكن ما خرجت النتيجة إلا واختنا المصابة تحت أطباق الثرى رحمها الله،،فلم ترى نتيجتها المُشرّفة فقد حصلت على امتياز وهي الأولى على دفعتها .
هي لم ترى النتيجة في الدنيا ولكن بإذن الله سترى النتيجة في اللجنة العُليا عند الرب الأعلى حين يُقال لقارئ القرآن إقرأوارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا..عندما تتوج والديها بتاج الوقار..وهذا هو الفوز العظيم ولمثل هذا فليعمل العاملون.
رحم الله الأخت وأسكنها فسيح جنته ،،فوالله اعتبرها حجة على كل من يتخذ أعذارا واهيه عن حفظ كتاب الله ،،حجة لمن أسبغ الله عليهم نعمه الظاهرة والباطنة ثم هم يتكاسلون عن الأخذ بكتاب الله تعلما وتعليما،،فأشرطة القرآن متوفرة لكبار القُرّاء فهل صعب عليهم أن يستمعوا للقارئ مع المتابعة في المصحف ليعرف كيف يقرأ كتاب الله ويتلوه تلاوة صحيحة !!لا أعتقد أن الأمر به أدنى صعوبة.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته،،وأن يرزقنا الفقه بكتابه ويجعلنا عالمين بحلاله عالمين بحرامه..مُتّبعين لشريعته ونظامه ..اللهم آمين
abuiyad

ليست هناك تعليقات: