الأحد

فتية الحرية



استصرخت الحروف واستجديتها أن تُفصٍح لتكتب بيانا ساحرا بحق أصدق ثورة عربية فأخبرتني على استحياء بعجزها!
حاورتها فهمست في وجداني متساءلة:
من أين لي بكلام يُبرِز عظمة فتية 
  فطنوا إلى مالم يفطن إليه الكبار وأدركوا بأن هذا النظام ما مِن بُد من تغييره؟!
أقف حيرى وكلي دهشة كيف لأطفال لم يخبروا الدنيا وقاصرين في فهم السياسة ويحيطهم الرعب البوليسي أن يتجرؤا ليعلنوها بوضوح على جدران مدرستهم ويكتبوا :
"الشعب يريد إسقاط النظام"و "أجاك الدور يادكتور"؟
أم أن الله قد أتاهم الحكم صبيا؟!وآتاهم من لدنه علما؟!
واستحضرت والحروف تُساءلني مقولة ابن تيمية:
"إذا أراد الله إسقاط حاكم؛أسقط هيبته من القلوب أولا
 "
فعلمت أن الله اصطفاهم  ليُسقط هيبة القبضة البوليسية بزعامة بشار من قلوب كبار ترتجف خوفا من مواجهته،ليكون لإسقاط هيبته معنى أشد وأنكى حين يكون مبتداها من أطفال...
أطفال درعا..كانوا ورد الربيع الذي تفتح بالحرية وفاح أريجها في أرجاء سورية.
لذا أقسمت على ذاكرتي بأن لا تنساهم، ومارأيكم ان تحفظوا معي أسماءهم؟
هيا لنبدأ بتعدادهم :
1- معاوية فيصل صياصنة
2- يوسف عدنان سويدان
3- سامر علي صياصنة
4- أحمد جهاد أبازيد
5- عيسى حسن ابو القياص
6- علاء منصور أرشيدات أبازيد
7- مصطفى أنور أبازيد
8- نضال أنور أبازيد
9- أكرم أنور أبازيد
10- بشير فاروق أبازيد
11- نايف موفق أبازيد
12- أحمد ثاني رشيدات أبازيد
13- احمد شكري الاكراد
14- احمد سامي الرشيدات ….
 ما زال إلى اليوم في المعتقلات..
 15 – عبدالرحمن نايف الرشيدات
16- محمد أيمن منور الكراد
17- أحمد نايف الرشيدات ابازيد
18- نبيل عماد الرشيدات ابازيد
19- محمد أمين ياسين الرشيدات ابازيد
إنهم فتية آمنوا بأن الظلم  آن  له أن ينتهي  وكانوا لزعزعة أركانه لها.
ثورة يكون وقودها أطفال لاشك بأنها ثورة مُسيرة ومدبرة من خالق الكون الذي يعلم كم عانوا براعم بلاد الشام
من قهر وذل!
فكم من طفل أفترش بساطا على الأرض لينفق على عائلته منه،ولعلكم تذكرون هذه الصورة جيدا
 




هذه الفتاة ليست الوحيدةفي سوريا،فإليكم صورا التقطت حديثا بتاريخ 19/فبراير/2012 في حي البياضة بحمص  
هذه بنية على أحد الأرصفة تبيع البقوليات رغم القصف!



وهذه الصورة التقطت في حي كرم الزيتون لطفل اضطر أن يبيع السجائر ليعيل أهله كي يعيشوا!

هذا مشهد من مشاهد شقاء الطفل السوري، فبدلا من أن يجلسوا في بيوتهم مطمئنين،يلعبون كم يلعب الصغار 
ويصرف لهم مال من الدولة يغنيهم عن امتهان طفولتهم والعيش بكرامة 
يزاحمون الأرصفة كي يجدوا قوت يومهم!
إنها الكرامة المهدرة  لا الجوع الذي أقام الشعب ولم يقعده 
كما هتف أحرارنا:
يابثينة وياشعبان... الشعب السوري مو جوعان
والموت ولا المذله...وهييي ويللله... وما منركع إلا لئالله
وثورة كرامة إلى يوم القيامة
إذن فلتسيل الدماء لإنتزاع كرامة سلبت ولتتحرر سورية من طغمة فاسدة لاتليق أن تحكم أرضا مباركة 
وستنتصر الثورة ويبتسم الربيع و
ستزهر شقائق النعمان مكتسية  بتلاتها حمرة تشربتها من دماء شهداءها
 وفي مُضي عام على ثورتنا نسأل الله فرجا ونصرا تقر به أعيننا وتُشفى منها غليلنا وصدوررنا
اللهم آمين
18/آذار مارس/2012

abuiyad

ليست هناك تعليقات: