مع هُتْكـ الليل

مامن شيئ يزعجني كأرق يتركني في هتك الليل دائخة مابين همهمة وهتلمة من تهاتن الهواجس التي تبدو لي وكأنها سحب سوداء تبرق وترعد إيذانا بهطول الأمطار،فأحاول جاهدة اتقاءها بمظلة جفناي التي أطبقهما رغما عنهما في محاولة بائسة لإختلاس إغفاءة قصيرة لإراحة ذهني المنهك من دوار رحى الأفكار . غير أنه غالباً ماتفشل هذه المظله في وقاية راحتي الذهنية من بلل الخواطر المتقاطرة بغزارة، فاستوي جالسة على مضض وأحاول استغلال هذه السويعات التي ينزل فيها ربنا جلّ جلاله بما يقربني عنده زلفى. لكن إبليس اللعين يأبى ذلك ويخرج مكحلة الإنعاس التي يظهرها فقط عند ذكر الله وهذا من ضمن تخصصاته :)>>>أبو تخصصات
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
النعاس في القتال أمنة من الله وفي الصلاة وسوسة من الشيطان

فيبدأ بتكحيل عيني بالنعاس >> كان يقال: لإبليس -لعنه الله- لعوق وكحل وسعوط، فلعوقه الكذب، وكحله النعاس عند سماع الخير، وسعوطه الغضب.
وتبدأ مقاومة أخرى بعد مقاومة الهواجس وأبقى إلى أن يؤذن لصلاة الفجر مع مغالبة ومصارعة الشيطان الذي إن انشغلت بأمر آخر غير الذكر زال عني أثر كحله.
ولئن فرغت من صلاة الفجر أتفاجأ باستمرار مسلسل الأرق! عندها أجد طوابير الحروف قد تراصت واصطفت منتظرة رصها في خواطر،فكأني بأحد حروف الهجاء يُهادي بين حرفين آخرين لأنه هو الآخر ككاتبة هذه السطور قد ردَّه الأرق خاسئا لم يظفر بغمض، فتأتي العبارات كجثة هامدة ليس فيها روح، فأحاول إحياءها بعد استعادة نظام حيويتي لأن قلمي قد سقط بعد خوار قوى أناملي على مسودة أفكاري فقد سالمني النوم فسالمته وسلمت عليه☺ واستسلمت له

دفق حبري

abuiyad